التخطيط لحمل صحي

من المعروف اليوم أن اسلوب الحياة الصحي والتغذية الصحيحة والذكية هي أسس الحياة الصحية والمتوازنة، وفي فترة الحمل توجد أهمية كبرى للتغذية الذكية والحكيمة من أجل ضمان نمو الجنين بشكل سليم وضمان سلامة الوالدة أيضًا.

هل الحل يتطلب التخطيط المسبق؟
على الرغم من أن المرحلة التي تسبق الحمل لا تحظى بالاهتمام الكبير لدى النساء اللواتي يحاولن الحمل، لكن لا يجب التقليل من أهميتها فأسلوب الحياة الصحي له أهمية كبرى في احتمالات الدخول في حمل وأيضًا في التغذية الصحيحة خلال هذه الفترة التي تشكّل أساسًا جيدًا للجنين السليم والحمل السليم.

كيف يتم تحضير الجسم للحمل بصورة طبيعية؟
التحضير للحمل هو فرصة جيدة لتغيير أسلوب حياتنا وتغذيتنا وتنظيف جسمنا من السموم المتراكمة على مدار السنوات، وهذا التحضير يشمل عدة مراحل من بينها تنظيف الجسم، التغيير في أسلوب الحياة مع التشديد على تحرير الضغوط والتوتر والتغيير في التغذية وإغناء الجسم بالمكوّنات المغذية.

هل توجد أهمية لتنظيف الجسم في هذه الفترة؟
توجد أهمية كبرى لتنظيف الجسم في هذه الفترة الخاصة، من أجل السماح بثبات الحمل وتطور الجنين بشكل سليم.  يُنصح بتنظيف الجسم بمرافقة مداوي طبيعي ويتم تحديد لقاء شخصي لكل امرأة بحسب حالتها الصحية، وكما ذُكر يجب أن يشمل تنظيف الجسم إلغاء الأطعمة المصنعة التي تحتوي على مواد حافظة، مواد طعم ورائحة ولون غير طبيعية، سكريات بسيطة، ملح ودهن مشبع، كما يجب استهلاك أطعمة مغذية تقوي وتطهّر وأن ترتكز التغذية على أطعمة نباتية وتشمل فاكهة وخضار وحبوب وبقوليات وجوز وبذور.

هل تؤثر حالات الضغط والقلق على احتمال الحمل؟
أحيانًا، تكون مستويات الضغط لدى المرأة التي تخطط للحمل مرتفعة نتيجة للضغوط الاجتماعية والرغبة الشديدة بالحمل وحالة الشك وحتى أيضًا من الإحباط جراء محاولات فاشلة.
المستوى المرتفع من الضغط خلال فترة زمنية يُضعف الجسم وقد يؤدي الى الإصابة بالأمراض، كما يؤثر الضغط على حالة المرأة الجسدية وعلى قدرتها على التقاط الحمل.
ولذلك من المهم جدًا خلال هذه الفترة بأن تقوم المرأة بالتخلص من الضغوط وتخفيف مستوى القلق، ويمكن الساتعانة بالإضافات الغذائية وورود باخ والتأمل واليوغا أو وسائل اللمس المختلفة مثل الرفلكسولوجيا والتدليك السويدي والوخز بالإبر.

هل توجد علاقة بين التغذية الصحيحة وخصوبة المرأة؟
خلايا التكاثر قد تتعرّض لتأثيرات سلبية من الجزيئات الحرة التي تصل من أطعمة مصنّعة ومعادن سامة ومواد الرش.
يستخدم جسمنا في كل يوم المركبات الغذائية من أجل إنتاج الطاقة، تقوية جهاز المناعة، تدمير الجزيئات الحرة، إنتاج الهرمونات وأيضًا إنتاج المنى الصحي والحفاظ على سلامة الرحم والبويضات.
لهذا لا شك بأن خصوبتنا تتأثر مما نختار أن يدخل إلى جسمنا…

الإضافات الغذائية التي يُنصح بتناولها تحضيرًا للحمل

حمض الفوليك
حمض الفوليك هو فيتامين من عائلة الفيتامينات B ، وهو ضروري لبناء DNA وهو مكوّن أساسي مسؤول عن تكوّن الخلايا في جسمنا وخاصة تكوّن خلايا الدم الحمراء.
تناول حمض الفوليك ضروري في أشهر ما قبل الحمل وخلال الثلث الأوّل من الحمل، وهذا بسبب دوره المهم في التطوّر السليم، انقسام الخلايا، تكوّن خلايا جديدة وتخفيف خطر التشوهات في الجهاز العصبي وفي دماغ الجنين.
مصادر حمض الفوليك في الطعام: الكبد، البقوليات، النيفاطيم، الحمضيات، الحبوب الكاملة، الخضار الورقية مثل منغولد وملفوف والسبانخ.

حديد
الحديد هو معدن ضروري للجسم، خاصة من أجل بناء خلايا الدم الحمراء، وهو يتواجد في معظمة في الهيموغلوبين الذي يحمل الأكسيجين في الدم وفي الميوغلوبين الذي يحمله إلى العضلات. النقص في الحديد قد يؤدي الى فقر الدم وإلى أعراض مثل التعب، الضعف، أوجاع الرأس والدوخة.
خلال الحمل، تحتاج المرأة الى كميات حديد أكبر من المعتاد، بسبب الارتفاع في حجم الدم، كما أن جزء من الحديد ينتقل الى الجنين من أجل تزويد كل احتياجاته.
مصادر الحديد في الطعام هي: لحم البقر، لحم الحبش، البقوليات، اللوز، الجوز، الطحينة، الشوفان، الفاكهة المجففة.

أوميغا 3
أوميغا 3 هو من المجموعات الثانوية لأحماض الدهن المتعددة غير المشبعة، ومن المعروف اليوم بأن استهلاك الأوميغا 3 في التغذية له تأثيرات صحية إيجابية كثيرة مثل منع الإكتئاب، تخفيف حالات الالتهاب، الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، علاج اضطرابات الإصغاء والتركيز، تخفيف المستويات المرتفعة من الكولسترول والتريغليسيريد. . تزيود أوميغا 3 وخاصة الحمض الدهني DHA في مرحلة تكوّن الجنين ولدى الثدييات هو أمر ضروري للتطوّر السليم لدماغ الجنين وجهاز الأعصاب والبصر لديه.
مصادر أوميغا 3 في الطعام هي: الأسماك البحرية – هرينغ، سلمون، مكريل، تونة، الجوز، بذور الكتان، بذور الشيا والطحالب.

الفيتامين D
الفيتامين D يساعد على امتصاص الكالسيوم، يخفف خطر الإصابة بالسرطان، يمنع حالات الاكتئاب، يحافظ على مستويات الأنسولين السليمة في الجسم، مسؤول عن توازن المعادن، يمنع الأمراض في جهاز المناعة الذاتية والأمراض الإلتهابية وضروري للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
أهمية الفيتامين D لدى النساء الحوامل كبيرة جدًا لأن له تأثير على بناء الهيكل العظمي لدى الجنين.
مصادر الفيتامين D في الطعام هي: كبد الأسماك، التونة، سردين، منتجات الحليب وبروتين البيض.

كالسيوم
الكالسيوم هو معدن مسؤول عن إنتاج وصيانة العظام، تخثّر الدم، انقباض العضلات ونقل الإشارات العصبية.
الكالسيوم هو مكوّن مهم في تغذية المرأة الحامل لأنه ضروري أيضًا للجنين قيد التطوّر من أجل إنتاج والحفاظ على العظام والأسنان، جهاز العضلات، جهاز الأعصاب وهو ضروري للحفاظ على وتيرة القلب المنتظمة  وتخثّر الدم بصورة سليمة.
مصادر الكالسيوم في الطعام هي: الحليب ومنتجات الحليب، الطحينة، الصويا ومنتجاتها، الكتان، الفاصولياء، الملفوف والبروكولي.

المغنيزيوم
المغنيزيوم هو معدن له وظائف عدة في الجسم وهو ضروري للأداء السليم للقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي وأيضًا ضروري للأداء السليم للعضلات.
المغنيزيوم في فترة الحمل يخفف من خطر الولادة المبكرة وأيضًا يخفف من خطر التشوهات لدى الجنين.
مصادر المغنيزيوم في الطعام هي: الخضار الورقية، الأفوكادو، بذور اليقطين، الجوز البرازيلي، الكاجو والفستق، اللوز، الكستناء، البقوليات، الحبوب الكاملة، أو قلب القمح.

ماذا عن النصف الثاني …. ؟
اليوم، توجد توعية متزايدة حول العلاقة الوثيقة بين التغذية وأسلوب الحياة الصحي، وبين خصوبة الرجل.  التغذية الصحيحية يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على جودة خلايا المنى والخصوبة لدى الرجل.  تريدون معرفة المزيد؟ في المقالة التالية "خصوبة النصف الثاني".

للخلاصة – مرحلة التخطيط للحمل تمامًا كمرحلة الحمل لها تأثير كبير على خصوبة المرأة ونمو الحمل وصحة الجنين.  يجب على المرأة في هذه الفترة أن تعير اهتمامًا لأسلوب الحياة الصحي وأن تصغي لجسمها وتغيّر عاداتها والامتناع عن الضغط قدر الإمكان.